أهمية العمل: ركيزة البناء الإنساني والحضاري

أهمية العمل: ركيزة البناء الإنساني والحضاري

بقلم: د. إبراهيم علايلي – سفير السلامة البيئية

في كل مجتمع يسعى إلى النهوض، يقف العمل كحجر الزاوية في بناء الأفراد وصياغة هوية الأمم. فالعمل ليس مجرد وسيلة للكسب المادي، بل هو فعل حضاري، وواجب أخلاقي، وأداة للتنمية المستدامة التي تحترم الإنسان والبيئة معًا.

العمل هو القيمة التي تترجم المعرفة إلى إنتاج، والطموح إلى واقع. فبدونه تذبل الطاقات، وتتراجع المجتمعات، ويتوقف نبض التقدم. وهو كذلك مصدر الكرامة، حيث يشعر الإنسان من خلاله بأنه عنصر فاعل في خدمة وطنه وبناء مستقبله.

في زمن تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، يصبح من الضروري ترسيخ ثقافة العمل كمسؤولية مجتمعية لا تقتصر على الجانب الوظيفي فقط، بل تتعداه لتشمل الالتزام بالمعايير الأخلاقية، والمهنية، والبيئية. فالعامل الذي ينجز مهمته بإتقان، يحمي الأرواح والموارد، ويؤسس لجودة حياة أفضل.

ومن موقعي كسفير للسلامة البيئية، أؤكد أن العمل الواعي والمنظم لا يحقق فقط الازدهار الاقتصادي، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على البيئة وتقليل المخاطر. فكل وظيفة، مهما بدت بسيطة، يمكن أن تكون إما مصدر أذى بيئي، أو خطوة نحو بيئة أكثر أمانًا واستدامة، بحسب وعي القائم بها.

إن احترام العمل واحترام من يعمل، هما مفتاحان لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقوية اللحمة الوطنية، وصناعة أجيال تؤمن بأن التقدم لا يُمنح بل يُنتَزع بالجد والاجتهاد. وعلينا أن نعلّم أبناءنا أن كل يد تبني، وكل فكر يخطط، وكل جهد يُبذل بإخلاص، هو لبنة في جدار الوطن.

ختامًا، لا مستقبل بلا عمل، ولا كرامة بلا إنتاج، ولا حضارة بلا مسؤولية. فلنُعد للعمل مكانته، ولنجعل منه رسالة لا مهنة فحسب

Back to blog