
د. علايلي: العمل البشري ليس مجرد إنتاجية بل هو حياةٌ مجتمعية
Share
بقلم د. إبراهيم علي علايلي
سفير السلامة البيئية – رئيس مجلس إدارة شركة انسكتا ال بي
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا بخطوات مذهلة، ويغزو الذكاء الاصطناعي معظم القطاعات، يبرز سؤال جوهري: هل ما زالت اليد العاملة البشرية ضرورية في ظل هذه الطفرة التقنية؟
من موقعي كسفير للسلامة البيئية، وكشخص يواكب التطور ويؤمن بالحداثة، أؤكد أن قيمة الإنسان في سوق العمل ستبقى الركيزة الأساسية مهما بلغت قوة الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل البيانات، محاكاة السلوكيات، وتنفيذ المهام المتكررة بسرعة تفوق الخيال. لكنه، ورغم كل تقدّمه، يظل أداة بلا روح، خالية من المشاعر والإحساس والمسؤولية الأخلاقية. هنا تكمن أهمية اليد العاملة البشرية، التي تحمل القيم، والإبداع، والقدرة على اتخاذ القرارات المعقّدة المبنية على ضمير ووجدان.
إن العمل البشري ليس مجرد إنتاجية، بل هو حياةٌ مجتمعية، تواصل، تبادل خبرات، وتكريس لهوية وطنية واقتصادية. اليد العاملة هي التي تبني، وتزرع، وتخترع، وتبتكر حلولاً تتجاوز المعادلات الحسابية الجامدة. لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محل المهارة الإنسانية التي تدمج العلم بالخبرة، والعقل بالعاطفة، والتقنية بالقيم.
من هنا، أدعو إلى النظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مساندة، لا كبديل. علينا أن نستثمر فيه بحكمة، لكن مع الحفاظ على مكانة اليد العاملة البشرية، التي تشكّل الأساس في أي نهضة حقيقية. فالإنسان هو من صنع التكنولوجيا، وهو وحده القادر على توجيهها نحو الخير والبناء، أو إساءة استخدامها.
ختاماً، تبقى اليد العاملة هي العمود الفقري للاقتصاد والمجتمع، بينما يبقى الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة تعزز قدراتها، لا تلغي وجودها. والرهان الأكبر يجب أن يكون دائماً على الإنسان، لأنه الثروة الحقيقية التي لا تُستبدل